عالم هادى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى دينى ثقافى منوع


    إلى كل هؤلاء الأزواج

    هادى
    هادى
    Admin


    المساهمات : 231
    تاريخ التسجيل : 30/01/2009
    العمر : 45

    إلى كل هؤلاء الأزواج Empty إلى كل هؤلاء الأزواج

    مُساهمة  هادى الخميس مايو 21, 2009 3:25 pm

    إلى الزوج الذي بحث في زوجته منذ البداية عن أكثر من العيون الملونة و الشعر الأشقر و القدّ المياس.

    إلى الزوج الذي دفع المهر بمحبة، و ليس "مكره أخاك لا بطل"، لزوجة أحسن اختيارها فلم تحمّله أكثر من طاقته.

    إلى الزوج الذي أخذ زوجته معززة مكرمة من بيت أهلها، فأراها من المحبة و العطف ألواناً لم تعرفها في بيت أبيها؛ لأن الزوجة التي تترك أمها و أباها و إخوتها لتتبع زوجها تستحق أن ترى فيه عطف الأم، و رأفة الأب، و عضد الإخوة، و وفاء الأصدقاء.

    إلى الزوج الذي نصّب زوجته ملكة في بيتها، و لم يقطع لها رأس القط من أول يوم، أو يعرفها من "سي السيد"، فاستحق أن تعامله زوجته كشهريار بحب و عذوبة مستمرين، لا يقطعهما صياح الديك و لا طلوع الصباح.

    إلى الزوج الذي أكل المحروق و المالح و المخبوص بابتسامة و شكر و تحمّل، فقابلت زوجته إحسانه بإحسان أكبر، و استحقّ أن تصبح لأجله "الشيف أسامة" و "رمزي" و "أبله نظيرة" و "منال العالم"، و تخترع ما لم يُكتب في "ألف باء الطبخ".

    إلى الزوج الذي لم يقطع زوجته من شجرة عائلتها، بل وصل العائلات ببعضها، و كان معيناً لها على بر أهلها.

    إلى الزوج الذي حرص أن ترتقي زوجته بطموحاتها و علمها و ثقافتها، و افتخر بنجاحها و إنجازها، و لم يحصرها في البيت و مع الأولاد فقط.

    إلى الزوج الذي حرص أن يقضي وقتاً نوعياً مع زوجته، يشاطرها فيه اهتماماً، أو يعمل معها على مشروع، يقرآن فيه سوياً، يفكّران سوياً، يناقشان شيئاً غير حال البيت و الأولاد و الأهل.

    إلى الزوج الذي ما زال يعامل زوجته بمشاعر الخطيب العاشق، و يسمعها كلمة "أحبك"، و يقولها و هو ينظر في عينيها، و يستشعرها و لو مرة في الشهر، و يتصل بها من العمل لا ليسألها عن قائمة المشتريات و الحاجيات، و إنما ليخبرها أنه اشتاق لها.

    إلى الزوج الذي لم تنجب زوجته فلم يطلقها أو يتزوج عليها، و إن كان الحق و الشرع و الطبيعة في صفه، لم يكسر قلبها و خاطرها، و لم ينس الحب و العشرة و الخبز و الملح، و الإنسانة التي وقفت معه، و لم تكن لتتركه لو كان عقيماً.

    إلى الزوج الذي ما زال يذكر المناسبات و الذكريات الزوجية دون أن يُذكّره أحد، و يحتفي بها و لو بكلمة أو نظرة.

    إلى الزوج الذي لم ينس دوره كزوج و أب في العائلة، لا مجرد معيل و جيب مفتوح أو "مخزوق".

    إلى الزوج الذي يتخاصم مع زوجته أول النهار، فيحرص ألاّ يأتي الليل إلاّ و قد أرضاها، و وسّدها كتفه لتنام عليه قريرة العين مجبورة الخاطر، الزوج الذي يعلم و يتبع ما جاء في الأثر أن "ما عُبد الله في الأرض بأفضل من جبر الخواطر".

    إلى الزوج الذي ما زال يشكر أم العيال على كل أكلة هنية و هدمة مكوية و أولاد خلوقين.

    إلى الزوج الذي يدخل المطبخ مرة في السنة فيقف بجانب زوجته كتفا إلى كتف أمام المجلى، قد يكسر و يوسخ أكثر مما ينظف، و لكنها طريقته العملية ليقول لزوجته: شكراً أنا معكِ، و أقدر ما تفعلين يا ستّ الكل، و إذا دخل المطبخ مرة بالخطأ أعدّ لها كوب شاي، و لو كان بلا طعم و لا لون و لا رائحة، فمن يده سيكون أحلى و أطعم ما شربت الزوجة.

    إلى كل هؤلاء الأزواج... نادرون أنتم كندرة الألماس، و لكن النساء ما زلن يؤمنّ بأنكم موجودون و لو بقلة، إيمان يجعلهن يجتهدن في الدعاء بالزوج الصالح، و يضحين بالكثير من أجله.

    ما زلن يؤمنّ أن الأزواج قابلون للتحسّن، إذا وجدت النية و العزم، و هذا الإيمان يجعلهن يصبرن على المرارة و المشاكل أملاً في حياة أفضل.

    ما زلن يؤمنّ أن الخير باقٍ في الناس و أن ظاهر الإيمان و الخُلق ينطوي على باطن بنفس الجمال، هذا الإيمان هو ما يجعلنا كأمهات نستأمن الأزواج على بناتنا و حبات عيوننا و قلوبنا.

    ما زلنا نؤمن أن حياة سيد الأزواج محمد صلى الله عليه و سلم، الأكثر حباً و عطفاً و تسامحاً و تربية، قابلة للتطبيق، مما يجعل طموحاتنا كزوجات عالية تأبى أن ترضى بالقليل و المتاح.

    إلى كل هؤلاء الأزواج... نعلم أنكم قلة في العدد، و ندعو بأن تصبحوا كثرة في الفعل و العدد.
    إليكم جميعاً... يا من تجعلون الزواج آية في المودة و الرحمة و السكن... تحية إجلال

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:03 am